فاطمة الفهري: التعليم كقوة ناعمة لتغيير المجتمعات
في عالم يعاني من الحروب والانكسار، حيث يصبح الأمل عملة نادرة، تبرز **فاطمة الفهري** كنموذج ملهم للنساء في الدول الفقيرة والمجتمعات التي تعاني من الأزمات. لم تكن مجرد امرأة ثرية قررت بناء مسجد، بل كانت **رائدة في التعليم**، استخدمت **القوة الناعمة** لتغيير واقعها، تاركة إرثًا لا يزال يؤثر في العالم حتى اليوم.
من هي فاطمة الفهري؟
ولدت فاطمة الفهري حوالي عام 800م في مدينة القيروان بتونس، ونشأت في بيئة تقدّر العلم والمعرفة. عندما انتقلت إلى فاس بالمغرب مع عائلتها، وجدت نفسها أمام فرصة غير مسبوقة: امتلكت ثروة كبيرة بعد وفاة والدها وزوجها، لكنها لم تستخدمها في الرفاهية الشخصية، بل قررت استثمارها في بناء مستقبل أفضل لمجتمعها**.
جامعة القرويين: أول مؤسسة تعليمية في العالم
في عام859م، أسست فاطمة الفهري جامعة القرويين التي تُعتبر اليوم (أقدم جامعة في العالم)، وفقًا لمنظمة اليونسكو. لم يكن مشروعها مجرد بناء مسجد، بل كان (رؤية تعليمية متكاملة)، حيث أصبح القرويين مركزًا للعلم والمعرفة، واستقطب طلابًا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا.
ما يجعل هذه القصة ملهمة للنساء اليوم، خاصة في الدول التي تعاني من الحروب واليأس، هو أن (التعليم كان سلاح فاطمة الفهري) لم تكن قائدة سياسية أو عسكرية، لكنها أدركت أن **المعرفة هي القوة الحقيقية**، وأن بناء العقول أكثر تأثيرًا من بناء الجدران.
لماذا تُلهم النساء اليوم؟
في المجتمعات التي تعاني من الفقر والصراعات، غالبًا ما يُنظر إلى النساء على أنهن ضحايا، لكن قصة فاطمة الفهري تثبت أن المرأة يمكن أن تكون قائدة للتغيير، حتى في أصعب الظروف. إليك بعض الدروس التي يمكن أن تستفيد منها النساء اليوم:
-
التعليم هو المفتاح: مهما كانت الظروف صعبة، فإن الاستثمار في المعرفةيمكن أن يغير حياة الأفراد والمجتمعات.
-
القوة الناعمة أكثر تأثيرًا من القوة الصلبة: لم تستخدم فاطمة الفهري النفوذ أو السلطة، بل استخدمت رؤيتها وإصرارها لبناء مؤسسة تعليمية غيرت العالم.
-
المرأة ليست بحاجة إلى قوة مادية لتكون مؤثرة: يمكن للنساء في المجتمعات الفقيرة أن يبدأن بالتغيير من خلال التعليم، المبادرات الاجتماعية، وبناء شبكات دعم.
-
الإرث الحقيقي هو التأثير المستدام: بعد أكثر من 1000 عام، لا تزال جامعة القرويين قائمة، مما يثبت أن الأعمال العظيمة لا تموت.
كيف يمكن للنساء اليوم أن يستلهمن من فاطمة الفهري؟
– اطلاق مبادرات تعليمية: حتى لو كانت صغيرة، مثل تعليم الأطفال أو دعم النساء في تعلم مهارات جديدة.
– استخدام القوة الناعمة في التأثير على المجتمع من خلال الوعي، الثقافة، والدبلوماسية الاجتماعية.
– عدم الاستسلام للظروف، بل البحث عن الفرص حتى في أصعب الأوقات، تمامًا كما فعلت فاطمة الفهري.